گروه نرم افزاری آسمان

صفحه اصلی
کتابخانه
جلد ششم
ذکر اختلافهم فی سورة القمر







[6 ، [القمر: 8
قرأ ابن کثیر و نافع یوم یدع الداع [القمر/ 6] بغیر یاء، و مهطعین إلی الداعی [القمر/ 8] بیاء فی الوصل، و روي إسماعیل بن جعفر و
ابن جمّاز و ورش عن نافع یوم یدع الداعی بیاء فی الوصل، و روي عنه قالون و محمد بن إسحاق عن أبیه و إبراهیم القورسیّ عن أبی
بکر بن أبی أویس و إسماعیل بن أبی أویس مثل ابن کثیر: یوم یدع الداع بغیر یاء و مهطعین إلی الداعی بیاء فی الوصل.
.«1» و قرأ عاصم و ابن عامر و حمزة و الکسائی: یوم یدع الداع [القمر/ 6] و إلی الداع بغیر یاء فی وصل و لا وقف
صفحۀ 111 من 204
قد تقدّم القول فی هذا النحو فی غیر موضع.
[ [القمر: 6
. و قرأ ابن کثیر وحده: إلی شیء نکر [القمر/ 6] خفیفۀ. ( 1) السبعۀ ص 617
... و قد رسمت (یدعو) فی الأصل تارة بواو و تارة بحذفها، و قد آثرنا حذفها.
و کذلک (الداع) أثبتنا الیاء فی مواطن إثباتها فی القراءة، و حذفناها فی مواطن الحذف.
ص: 242
.«1» و قرأ الباقون: نکر مثقل
و مثل ذلک: ناقۀ ،«2» قال أبو علی: نکر: أحد الحروف التی جاءت علی فعل، و هو صفۀ، و علی ذلک حمله سیبویه، و استشهد بالآیۀ
أجد، و مشیۀ سجح قال:
و رجل شلل: الخفیف فی الحاجۀ، فقول من قال: نکر، إنّما هو «3» دعوا التّخاجؤ و امشوا مشیۀ سجحا إنّ الرّجال ذوو عصب و تذکیر
علی التخفیف مثل: رسل و کتب و سبع، و الضمۀ فی تقدیر الثبات کما کان کذلک فی: لقضوا الرجل، و لذلک رفضوا أن یجمعوا
کساء علی فعل فی قول من قال: رسل.
[ [القمر: 7
و قرأ أبو عمرو و حمزة و الکسائی: خاشعا [القمر/ 7]، بألف.
.«4» و قرأ الباقون: خشعا بغیر ألف
قال أبو علی: وجه من قال: خاشعا أنّه فعل متقدّم، فکما لم یلحق علامۀ التأنیث لم یجمع، و حسن أن لا یؤنث، لأنّ التأنیث لیس
بحقیقیّ، و من قال: خشّ عا فقد أثبت ما یدلّ علی الجمع، و هو علی لفظ الإفراد، و دلّ الجمع علی ما یدلّ علیه التأنیث الذي ثبت فی
( نحو قوله فی الأخري: خاشعۀ أبصارهم [القلم/ 43 ] و خشعت الأصوات للرحمن [طه/ 108 ]، فلذلک یرجّح: مررت برجل حسان ( 1
. السبعۀ ص 617
.315 / 2) الکتاب 2 )
.158 / 3) البیت لحسان، و قد سبق فی 3 )
.618 - 4) السبعۀ ص 617 )
ص: 243
قومه، علی قولهم: مررت برجل حسن قومه، لأنّ حسانا قد حمل فیه ما یدلّ علی الجمع و الجمع کالتأنیث فی باب أنه یدلّ علیه.
[ [القمر: 11
.«1» قال و کلهم قرأ: ففتحنا أبواب السماء [القمر/ 11 ] خفیفۀ غیر ابن عامر فإنه قرأ ففتحنا مشددة
قال أبو علی: وجه التخفیف أنّ فعلنا بالتخفیف یدلّ علی القلیل و الکثیر، و وجه التثقیل أنه یخصّ الکثیر، و یقوّي ذلک قوله: مفتحۀ
.[ لهم الأبواب [ص/ 50
[ [القمر: 26
قال: قرأ ابن عامر و حمزة و هبیرة عن حفص و عاصم: ستعلمون غدا [القمر/ 26 ] بالتاء، و قال غیر هبیرة عن حفص عن عاصم بالیاء، و
حجّ ۀ الیاء: أن قبله غیبۀ و هو قوله: فقالوا: أ بشرا منا [القمر/ 24 ] سیعلمون غدا «2» کذلک قرأ الباقون، و أبو بکر عن عاصم بالیاء
[القمر/ 26 ] و وجه التاء: أنه علی: قیل لهم: ستعلمون غدا.
[ [القمر: 30
صفحۀ 112 من 204
.«3» قال: و روي ورش عن نافع و نذري [القمر/ 30 ] بیاء و روي غیره عنه: بغیر یاء، و قرأ الباقون: بغیر یاء
:«3» حذف الیاء لأنه فاصلۀ فیجري مجري القافیۀ فی حذف الیاء منها، کما قال
. من حذر الموت أن یأتین ( 1) السبعۀ 618
2) لم یرد بهذا التفصیل فی السبعۀ، و انظر الحاشیۀ فیه. )
115 و غیرها. / 219 و 4 / 3) البیت للأعشی و قد سبق فی 3 )
ص: 244
ذکر اختلافهم فی سورة الرحمن
[ [الرحمن: 12
قرأ ابن عامر وحده و الحب ذا العصف و الریحان [ 12 ] بالنصب.
.«1» الباقون: الحب ذو العصف رفع
قال أبو عبیدة:
العصف: الذي یعصف فیؤکل من الزرع، و هو العصیفۀ، قال:
علقمۀ ابن عبدة:
طمّها الماء: ملأها، قال: و الریحان: الحبّ الذي یؤکل، تقول: «2» یسقی مذانب قد مالت عصیفتها حدورها من أتیّ الماء مطموم
سبحانک و ریحانک، أي: رزقک، و أنشد للنّمر بن تولب:
. 1) السبعۀ 619 ) «3» سلام الإله و ریحانه و رحمته و سماء درر
.157 / 65 ، و القرطبی 17 / 2) اللسان (عصف) و الطبري 27 )
65 ، و القرطبی / 243 ، و تفسیر الطبري 27 ،242 / 3) مجاز القرآن 2 )
ص: 245
و روي عن ابن عباس: العصف: الورق، قتادة: العصف:
النّبق، و قیل: العصف و العصیفۀ: أعالی ورق الزرع، قول ابن عامر:
و الحب ذا العصف حمله علی أنّ قوله: و الأرض وضعها للأنام [الرحمن/ 10 ] مثل: خلقها للأنام و خلق الحبّ ذا العصف، و خلق
.[ الریحان، و هو الرزق، و یقوّي ذلک قوله: فأخرجنا به أزواجا من نبات شتی [طه/ 53
قال: و اختلفوا فی رفع النون و خفضها من قوله: و الریحان [الرحمن/ 12 ] فقرأ ابن کثیر و نافع و عاصم و ابن عامر و أبو عمرو و
.«1» الریحان رفع. و قرأ حمزة و الکسائی: و الریحان خفض
قال أبو علی: من رفع فقال: الریحان حمل ذلک علی الرفع الذي قبله: فیها فاکهۀ، و النخل، و الحبّ، و هذا أیضا یدلّ علی معنی
الخلق، إلا أنه إذا تبع ما قبله کان أحسن، لیکون الکلام من وجه واحد، و فیه الدّلالۀ علی معنی الخلق. و الریحان من قول من رفع
محمول علی: فیها، و المعنی: فیها هذه الأشیاء التی عدّت، أي:
فیها فاکهۀ و الریحان و الحبّ ذو العصف.
و من جرّ فقال: ذو العصف و الریحان حمله علی: ذو، کأنّه:
و الحبّ ذو العصف و ذو الریحان، أي من الحب: الرزق، فإن قلت:
11 ، و اللسان (روح) (درر) و معه بیت آخر / 157 و المنصف 2 / العصف و العصیفۀ رزق أیضا، فکأنّه قال: ذو الرزق، و ذو الرزق، 17
صفحۀ 113 من 204
هو:
غمام ینزّل رزق العباد فأحیا البلاد و طاب الشجر
. 1) السبعۀ 619 )
ص: 246
قیل: هذا لا یمتنع، لأن العصیفۀ رزق غیر الذي أوقع الریحان علیه، و کأن الریحان أرید به الحبّ إذا خلص من لفائفه فأوقع علیه الرزق
لعموم المنفعۀ، و أنه رزق للناس و لغیرهم. و یبعد أن یکون الریحان المشموم فی هذا الموضع إنما هو قوت للناس و الأنعام، کما قال:
[ فأخرجنا به أزواجا من نبات شتی کلوا و ارعوا أنعامکم [طه/ 53 ] أي: ارعوها إیاها، و قال: متاعا لکم و لأنعامکم [عبس/ 32
فکذلک: العصیفۀ یختصّ بأنه رزق الأنعام، و الریحان یعمّ الأناسی و غیرهم، فإن قلت: کیف یکون الریحان مصدرا و هو فی الأصل
فیعلان و العین محذوفۀ، و لیس فی أبنیۀ المصادر شیء علی هذا الوزن، قیل: یجوز فی ذلک وجهان، أحدهما: أن تجعله اسما وضع
موضع المصدر کما وضع تربا و جندلا، و نحو ذلک موضع المصادر.
و الآخر: أن یکون هذا مصدرا اختصّ به المعتلّ کما اختصّ بکینونۀ و نحوه، و لیس ذلک فی الصحیح. و یحتمل وجها آخر: و هو أن
تجعله علی فعلان، مثل: اللیان، و تجعل الیاء بدلا من الواو، کما جعلت الواو بدلا من الیاء فی أشاوي، و کذلک جعلت الیاء بدلا من
الواو فی ریحان، فانتصب انتصاب المصادر فیما حکاه سیبویه من قولهم:
کأنه قال: و استرزاقا، و لیس ذلک کما لزمه الانتصاب من المصادر نحو: معاذ اللّه و سبحان اللّه، أ لا تري ،«1» سبحان اللّه و ریحانه
و مجرورا فی قراءة من جرّ الریحان. ،«2» أنه قد جاء مرفوعا فی بیت النمر
[ [الرحمن: 22
322 (ت. هارون). / قال: قرأ نافع و أبو عمرو: یخرج منهما بضمّ الیاء اللؤلؤ و المرجان [الرحمن/ 22 ] رفع. ( 1) انظر الکتاب 1
2) سبق قریبا. )
ص: 247
و روي حسین عن أبی عمرو یخرج* برفع الیاء و کسر الراء، اللؤلؤ و المرجان نصبا.
.«1» و قرأ ابن کثیر و عاصم و ابن عامر و حمزة و الکسائی: یخرج منهما منصوبۀ الیاء، و اللؤلؤ و المرجان رفع
قال ذو الرّمّۀ: ،«2» أبو عبیدة: المرجان: صغار اللؤلؤ واحدها مرجانۀ
من قال: یخرج منهما اللؤلؤ کان قوله بیّنا، لأن ذلک إنما یخرج لا «3» کأنّ عرا المرجان منها تعلّقت علی أمّ خشف من ظباء المشافر
یخرج بنفسه، و کذلک من قال: یخرج* أي: یخرجه اللّه، فنسب الإخراج إلی اللّه تعالی، لأنه بقوّته و تمکینه، و من قال: یخرج جعل
الفعل للؤلؤ و المرجان، و هو اتّساع، لأنه إذا أخرج ذلک خرج.
و قال: یخرج منهما و إنما یخرج من أحدهما، علی حذف المضاف، کما قال: علی رجل من القریتین عظیم [الزخرف/ 31 ] علی
ذلک. و قال أبو الحسن: و عند قوم أنه یخرج من العذب أیضا.
[ [الرحمن: 24
و قرأ ابن کثیر و نافع و أبو عمرو و ابن عامر و الکسائی:
. 1) السبعۀ 119 ) .«4» المنشآت [الرحمن/ 24 ] فتحا
.244 / 2) مجاز القرآن 2 )
.1671 / 3) عري المرجان: الأطواق، و أم خشف: الظبیۀ. و المشافر: ج مشفر و هو العقد من الرمل المطمئن. انظر دیوانه 3 )
4) فی السبعۀ: بفتح العین. )
صفحۀ 114 من 204
ص: 248
و قرأ حمزة: المنشئات کسرا.
و روي یحیی عن أبی بکر عن عاصم: المنشآت و المنشئات فتحا و کسرا. و روي عنه حفص: المنشآت فتحا.
.«1» و روي حرمیّ عن حماد بن سلمۀ عن عاصم: المنشآت فتحا
.«2» أبو عبیدة: المنشآت: المجریات، المرفوعات
وجه من قال: المنشآت أنها أنشئت و أجریت، و لم تفعل ذلک أنفسها، أي: فعل بها الإنشاء، و هذا بیّن لا إشکال فیه.
و من قال: المنشئات نسب الفعل إلیها علی الاتّساع. کما یقال: مات زید، و مرض عمرو، و غیر ذلک مما یضاف الفعل إلیه إذا وجد
فیه، و هو فی الحقیقۀ لغیره، فکان المعنی: المنشئات السیر، فحذف المفعول للعلم به، و إضافۀ السیر إلیها أیضا اتّساع، لأن سیرها إنما
یکون فی الحقیقۀ لهبوب الریح، أو رفع الصواري.
[ [الرحمن: 31
قرأ ابن کثیر و نافع و عاصم و أبو عمرو و ابن عامر: سنفرغ [الرحمن/ 31 ] بالنون، و روي حسین الجعفی عن أبی عمرو سیفرغ بفتح
الیاء و الراء.
.«3» و قرأ حمزة و الکسائی: سیفرغ بفتح الیاء و ضمّ الراء
1) السبعۀ 620 مع ) [ وجه الیاء فی سیفرغ أن الغیبۀ قد تقدم فی قوله: و له الجواري [الرحمن/ 24 ] و قوله: ... وجه ربک [الرحمن/ 27
اختلاف یسیر فی العرض.
.244 / 2) مجاز القرآن 2 )
. 3) السبعۀ 620 )
ص: 249
سیفرغ، و یقال: فرغ یفرغ و فرغ یفرغ، و قال أبو الحسن: بنو تمیم یقولون: فرغ یفرغ مثل: علم یعلم، و روي أن فی حرف أبیّ:
:«1» سنفرغ إلیکم، و لیس الفراغ هنا فراغا من شغل، و لکن تأویله القصد، کما قال جریر
ألان فقد فرغت إلی نمیر فهذا حین صرت لهم عذابا
[ [الرحمن: 31
قال: قرأ ابن عامر: أیه الثقلان [الرحمن/ 31 ] بضمّ الهاء، و یقف بالهاء، قال: فمن قرأ بهذه القراءة وقف علی الهاء، و کان أبو عمرو
یقف أیها بألف.
.«2» قال: أخبرنی محمد بن یحیی قال: حدّثنا أبو جعفر الضریر، یعنی محمدا، قال: کان الکسائی یقف: أیها بالألف
لا وجه لقول ابن عامر أیه الثقلان و قد ذکرنا فیما قبل وجه الشّبهۀ فیها.
[ [الرحمن: 35
.[ قال: قرأ ابن کثیر وحده: شواظ من نار بکسر الشین [الرحمن/ 35
و قرأ الباقون: شواظ برفع الشین.
الشّواظ و الشّواظ لغتان. زعموا. قال أبو الحسن: أهل مکّۀ یکسرون الشواظ.
[ [الرحمن: 35
.256 / قال: قرأ ابن کثیر و أبو عمرو: و نحاس کسرا، ( 1) سبق، انظر 4
. 2) السبعۀ 620 )
صفحۀ 115 من 204
ص: 250
.«1» [الرحمن/ 35 ]، و قرأ الباقون: و نحاس رفعا
أبو عبیدة: شواظ من نار: اللهب لا دخان له، و قال رؤبۀ:
:«3» قال: و النحاس: الدخان. قال الجعدي «2» إنّ لهم من وقعنا أقیاظا و نار حرب تسعر الشّواظا
و روي عن ابن عباس أیضا: الشواظ: .«4» یضیء کضوء سراج السلی ط لم یجعل اللّه فیه نحاسا قال: السلیط: الحلّ
لهب لا دخان فیه، و عنه أیضا: النحاس: الدخان.
قال أبو علی: إذا کان الشواظ اللهب لا دخان فیه، ضعف قراءة من قرأ: شواظ من نار و نحاس و لا یکون علی تفسیر أبی عبیدة إلا
الرفع، و نحاس علی: یرسل علیکما شواظ من نار، و یرسل نحاس، أي: یرسل هذا مرة و هذا أخري. فإن قلت: فهل یجوز الجرّ فی
. نحاس علی تفسیر ابن عباس و أبی عبیدة، فإنه یجوز من وجه و هو ( 1) السبعۀ 621
122 ... أقیاظا: ج قیظ و هو صمیم الصیف، و قاظ یومنا: اشتد حرّه و البیتان فی / 2) أنشدهما ابن درید للعجّ اج فی الجمهرة 3 )
349 ، و فی اللسان مادة/ شوظ/. / ملحقات دیوان العجّاج 2
3) السلیط: الزیت الجید أو دهن السمسم، و النحاس: بضمّ النون و کسرها: )
الدخان قال أبو حنیفۀ: هو الذي یعلو و تضعف حرارته و یخلص من اللهب.
73 ، و الاقتضاب ص 407 ، و اللسان/ سلط/. / 254 . و الطبري 27 ،244 / انظر شعر النابغۀ الجعدي ص 81 ، و مجاز القرآن 2
4) الحل: الشیرج، و دهن السمسم (اللسان حلل). )
ص: 251
علی أن تقدّره: یرسل علیکما شواظ من نار و شیء من نحاس، فتحذف الموصوف و تقیم الصفۀ مقامه کقوله: و من آیاته یریکم
البرق [الروم/ 24 ] و من الذین هادوا یحرفون الکلم [النساء/ 46 ] و إن من أهل الکتاب إلا لیؤمنن به [النساء/ 159 ] و من أهل المدینۀ
مردوا علی النفاق [التوبۀ/ 101 ]، فحذف الموصوف من ذلک کلّه، و کذلک فی الآیۀ فإن قلت: فإن هذا فاعل، و الفاعل لا یحذف
:«1» فقد جاء
و ما راعنی إلّا یسیر بشرطۀ و عهدي به قینا یفشّ بکیر علی أن هذا الحذف قد جاء فی المبتدأ فی الآیۀ التی تلوتها أو بعضها، و قد
.«2» قالوا: تسمع بالمعیديّ لا أن تراه
فإذا حذف الموصوف بقی بعده قوله: من نار الذي هو صفۀ لشیء المحذوف، و حذف من، لأن ذکره قد تقدّم فی قوله من نار
:«3» فحسّن ذلک حذفه، کما حسّن حذف الجار من قوله: علی من تنزل أنزل، و کما أنشده أبو زید من قول الشاعر
أصبح من أسماء قیس کقابض علی الماء لا یدري بما هو قابض أي: بما هو قابض علیه، فحذف لدلالۀ الجار علی المتقدّم ( 1) البیت
.155 / لمعاویۀ الأسدي سبق ذکره 4
2) من أمثال العرب یضرب للشیء الذي لم تره و یعظم فی نفسک بالسماع، فإذا رأیته اقتحمته عینک و له روایۀ: أخري: تسمع )
بالمعیدي خیر من أن تراه.
. 83 ، و کتاب الأمثال لابن سلام/ 97 / الوسیط فی الأمثال 1
.260 / 3) لقیس بن جروة تقدم ذکره فی ج 1 )
ص: 252
علیه، و کما حذف الجار عند الخلیل من قوله:
یرید عنده: علی من یتّکل علیه، فحذف الجارّ لجري ذکره، فکذلک سهل حذف من فی الآیۀ «1» إن لم یجد یوما علی من یتّکل
صفحۀ 116 من 204
بعض السهولۀ لجري ذکره قبل، فیکون انجرار نحاس علی هذا بمن المضمرة، لا بالإشراك بمن التی جرّت فی قوله: من نار، و إذا
انجرّت بمن هذه لم یکن الشواظ الذي هو: اللهب، قسطا من الدخان.
و حکی عن أبی عمرو أنه قال: لا یکون الشواظ إلا من نار، و شیء، یعنی من شیئین. و قال أبو الحسن: قال بعضهم: لا یکون الشواظ
إلا من النار و الدخان جمیعا، قال: و کل حسن، إلا أنّا نختار الرفع، یعنی الرفع فی قوله: و نحاس. قال أبو علی: فإذا کان الأمر علی هذا
فالجرّ متّجه، و لیس بممتنع کما امتنع من تفسیر أبی عبیدة، إلا من حیث ذکر.
[56 ، [الرحمن: 74
قال: قرأ الکسائی وحده: لم یطمثهن* بضمّ المیم فی الحرف الأول [ 56 ] و بکسرها فی الثانی [ 74 ]، و کذلک أخبرنی الکسائیّ عن
أبی الحارث عنه، و قال أبو عبیدة: کان الکسائی یري الضمّ فیها و الکسر، و ربّما کسر إحداهما، و ضمّ الأخري. و أخبرنا أحمد بن
یحیی ثعلب، عن مسلمۀ عن أبی الحارث عن الکسائی: لم ( 1) عجز بیت لأحد الأعراب و صدره:
304 ، و اللسان (عمل). ،242 / 443 ، و انظر شرح أبیات المغنی للبغدادي 3 / إن الکریم و أبیک یعتمل انظر الکتاب لسیبویه 1
ص: 253
یطمثهن یقرؤها بالضمّ و الکسر جمیعا، لا یبالی کیف قرأها.
.«1» و الباقون بکسر المیم فیهما
یطمث و یطمث لغتان، مثل: یحشر و یحشر، و یعکف و یعکف.
.«3» قال رؤبۀ ،«2» قال أبو عبیدة: لم یطمثهن: لم یمسسهنّ، قال یقال: ما طمث هذا البعیر حبل قطّ، أي: ما مسّه حبل قط
کالبیض لم یطمث بهنّ طامث
[ [الرحمن: 78
قال: قرأ ابن عامر وحده: تبارك اسم ربک ذو الجلال [الرحمن/ 78 ] بالواو و کذلک فی مصاحف أهل الحجاز و الشام.
.«4» و کلّهم قرأ: ذي الجلال و الإکرام بالیاء، و کذلک فی مصاحف أهل الحجاز و العراق
من قال: ذي فجرّ جعله صفۀ لربّک، و زعموا أن فی حرف ابن مسعود: و یبقی وجه ربک ذي الجلال بالیاء فی کلتیهما.
1) السبعۀ ) :«5» و قال الأصمعی: لا یقال الجلال إلا فی اللّه عزّ و جلّ، فهذا یقوّي الجرّ، إلا أن الجلال قد جاء فی غیر اللّه سبحانه، قال
.621
.246 ،245 / 2) مجاز القرآن 2 )
3) و بعده: )
. ازمان رأسی قصب جثاجث من أرجوزة یمدح فیها الحارث بن سلیم الهجیمی. دیوانه/ 29
. 4) السبعۀ 621 )
5) لبیت لهدیۀ بن خشرم العذري: یصف المنایا و عمومها للخلق فیقول: )
ص: 254
فلا ذا جلال هبنه لجلاله و لا ذا ضیاع هنّ یترکن للفقر فالجرّ الوجه فی ذي، و من رفع أجراه علی الاسم لا یترکن الجلیل هیبۀ لجلاله،
و لا الضائع الفقیر إشفاقا لضیاعه و فقره.
.37 / 334 ، و المفصل 2 / 72 ، و ابن الشجري 1 / و هو من شواهد سیبویه 1
ص: 255
ذکر اختلافهم فی سورة الواقعۀ
صفحۀ 117 من 204
[ [الواقعۀ: 22
قرأ ابن کثیر و نافع و عاصم و أبو عمرو و ابن عامر: و حور عین [ 22 ] بالرفع، المفضل عن عاصم و حمزة و الکسائی: و حور عین
.«1» خفض
18 ] دلّ هذا الکلام علی ما ، قال أبو علی: وجه الرفع، علی أنه لمّا قال: یطوف علیهم ولدان مخلدون بأکواب و أباریق [الواقعۀ/ 17
ذکر بعد علی: لهم فیها کذا، و لهم حور عین، و کذلک من نصب من غیر السبعۀ، حمل علی المعنی، لأن الکلام دلّ علی یمنحون و
. 1) السبعۀ 622 ) :«2» علی یملّکون. و هذا مذهب سیبویه، و مثل ذلک
2) البیتان لکعب بن زهیر. تجافی: عن الأرض- و ذاك أکرم لها- أي: لم ترم بنفسها- و الزور و الکلکل: بعضه قریب من بعض- و )
النبیل: ضخم الجسم، و سمر: یعنی: البعر- و ظماء: یابسۀ لأنها لم تشرب الماء أیاما- واترتهنّ:
تابعتهنّ- و ذبّل: یبّس.
یصف فی هذین البیتین منزلا رحل عنه فطرقه ذئبان أو ذئب و غراب فلم یجدا به إلا موضع إناخۀ مطیته و بعر السمر الظماء.
.54 - 88 . دیوانه/ 53 / و هما من شواهد سیبویه 1
ص: 256
فلم یجدا إلّا مناخ مطیّۀ تجافی بها زور نبیل و کلکل و سمر ظماء واترتهنّ بعد ما مضت هجعۀ من آخر اللیل ذبّل لأن معنی لم یجدا
إلا مناخ مطیّۀ: ثمّ مناخ مطیّۀ، فحمل سمر علی ذلک، کما أن معنی: یطوف علیهم ولدان ... بأکواب: لهم أکواب، فحمل الرفع علی
:«1» المعنی، و کذلک قوله
بادت و غیّر آیهنّ مع البلی إلّا رواکد ... لما کان معنی الحدیث: بها رواکد، حمل قوله:
1840 ، کما ینسبان إلی المشاخ و / 1) البیتان ینسبان إلی ذي الرمۀ و هما فی ملحقات دیوانه 3 ) «1» ... و مشجّج أمّا سواء قذاله فبدا
428 و تمامهما: / هما فی ملحقات دیوانه 427
بادت و غیّر ایهنّ مع البلی إلا رواکد جمرهن هباء و مشجّح أمّا سواء قذاله فبدا و غیّر ساره المعزاء و أراد بالرواکد: الأثافی، و وصف
الجمر بالهباء لقدمه، و الهباء:
الغبار و ما یبدو من شعاع الشمس إذا دخلت من کوّة، و أراد بالمشجّج وتدا من أوتاد الخباء، و تشجیجه: ضرب رأسه لیثبت، و سواء
قذاله: وسطه، و اراد بالقذال أعلاه. و قوله: غیّر ساره: أراد سائره و المعزاء: أرض صلبۀ ذات حصی.
.88 / و البیتان من شواهد سیبویه و لم ینسبهما. الکتاب 1
ص: 257
علی: بها رواکد، و مشجّج.
و یجوز أن یحمل الرفع علی قوله: علی سرر موضونۀ [الواقعۀ/ 15 ] یرید: و علی سرر موضونۀ حور عین، أو: و حور عین علی سرر
موضونۀ، لأن الوصف قد جري علیهنّ فاختصصن، فجاز أن یرفع بالابتداء، و لم یکن کالنکرة إذا لم توصف نحو فیها عین [الغاشیۀ/
12 ] و قوله: علی سرر موضونۀ [الواقعۀ/ 15 ] خبر لقوله:
14 ]، فکذلک یجوز أن یکون خبرا عنهنّ، و یجوز فی ارتفاع، و حور عین أن یکون ، ثلۀ من الأولین و قلیل من الآخرین [الواقعۀ/ 13
عطفا علی الضمیر فی: متکئین، و لم یؤکّد لکون طول الکلام بدلا من التأکید. و یجوز أیضا أن تعطفه علی الضمیر فی متقابلین، و لم
یؤکد لطول الکلام أیضا. و قد جاء: ما أشرکنا و لا آباؤنا [الأنعام/ 148 ] فهذا أجدر.
و وجه الجرّ: أن تحمله علی قوله: أولئک المقربون فی جنات النعیم [الواقعۀ/ 12 ]، التقدیر: أولئک المقرّبون فی جنّات النعیم، و فی
صفحۀ 118 من 204
حور عین، أي: فی مقارنۀ حور عین و معاشرة حور عین، فحذفت المضاف، فإن قلت: فلم لا تحمله علی الجار فی قوله: یطوف علیهم
ولدان بکذا، و بحور عین، فإن هذا یمکن أن یقال: إلا أن أبا الحسن قال: فی هذا بعض الوحشۀ.
قال أبو عبید: الحوراء: الشدیدة بیاض العین الشدیدة سوادها.
[ [الواقعۀ: 37
قال: قرأ ابن عامر و ابن کثیر و الکسائی: عربا [الواقعۀ/ 37 ] و قد نسب البیتان إلی الشماخ فی شواهد الإنصاف/ 6، و ذکر البیت الثانی
اللسان فی مادة/ شجج/ و لم ینسبه.
.313 / سبق البیتان فی 5
ص: 258
مثل. و قرأ حمزة: عربا خفیف. و اختلف عن نافع و أبی عمرو و عاصم، فروي یحیی عن أبی بکر عن عاصم عربا خفیف، و روي
حفص عن عاصم: عربا مثقّل، و روي ابن جماز و القاضی عن قالون، و ورش و إسحاق عن نافع عربا مثقل. و روي إسماعیل بن
جعفر: عربا خفیف، و روي عبد الوارث و الیزیدي عن أبی عمرو عربا مثقّل.
و روي أبو زید و شجاع ابن أبی نصر عن أبی عمرو عربا خفیف، و قال عباس: سألت أبا عمرو فقرأ: عربا مثقّل، قال:
.«1» و سألته عن عربا فقال: تمیم تقولها ساکنۀ الراء
:«2» قال أبو عبیدة: العروب: الحسنۀ التبعّل، قال لبید
قال أبو علی: الفعول: تجمع علی فعل و فعل، فمن التثقیل قوله «3» و فی الحدوج عروب غیر فاحشۀ ریّا الرّوادف یعشی دونها البصر
:«4»
. 1) السبعۀ 622 ) :«5» فاصبري إنّک من قوم صبر و قال
2) دیوانه/ 56 ، الحدوج: مراکب النساء- العروب: المتحببۀ لزوجها- ریا الروادف: ضخمۀ العجیزة- یعشی: یکلّ و یضعف. )
.251 / 3) مجاز القرآن 2 )
4) لم نعثر علی قائله. )
5) لم نعثر علی قائله. )
ص: 259
... أنّهم غفر ذنبهم ....
:«1» و التخفیف فی ذلک سائغ مطّرد، و لیس فی هذا ما فی قول الآخر
:«2» و ما بدّلت من أمّ عمران سلفع من السّواد و رهاء العنان عروب و مما جاء مسکّنا فی جمیع عروب قول رؤبۀ
العرب فی عرابۀ و إعراب و ذکر عن ابن عباس: العرابۀ و الإعرابۀ: التعریض بالنکاح.
[ [الواقعۀ: 47
قال: و قال ابن عامر: أإذا متنا و کنا ترابا بهمزتین، أإنا لمبعوثون [الواقعۀ/ 47 ] بهمزتین أیضا، خلاف ما فی سائر القرآن، و لم یقرأ ابن
364 ، و اللسان (عرب) و لم / 1) ذکره صاحب التهذیب 2 ) .«4» بین الاستفهامین فی سائر القرآن، إلا فی هذا الموضع «3» عامر بالجمع
و العروب: المرأة الحسناء المتحبّبۀ لزوجها، و العروب أیضا: العاصیۀ لزوجها الخائنۀ .« و ما بدلت » بدل « و ما خلف » : ینسباه و عندهما
بفرجها الفاسدة فی نفسها. و أنشدا البیت عن ثعلب. قال ابن منظور: و عندي أن عروب فی هذا البیت الضحاکۀ، و هم یعیبون النساء
بالضحک الکثیر. السلفع: السلیطۀ الجریئۀ.
(اللسان).
صفحۀ 119 من 204
2) فی دیوانه: )
. و العرب فی عفافۀ و إعراب و قبله: و قد أري زیر الغوانی الأتراب انظر دیوانه/ 5
3) فی الأصل: بالجمیع، و ما أثبتناه من السبعۀ. )
. 4) السبعۀ 623 )
ص: 260
قال أبو علی: إن ألحق حرف الاستفهام فی قوله: أئنا أ و لم یلحق، کان إذا متعلّقا بشیء دل علیه: أئنا لمبعوثون و کذلک لو لم یلحق
فقال: إنا لمبعوثون*. أ لا تري أن إذا: ظرف من الزمان فلا بدّ له من فعل، أو معنی فعل یتعلّق به، و لا یجوز أن یتعلّق بقوله: متنا، لأن
إذا* مضاف إلیه، و المضاف إلیه لا یعمل فی المضاف، و لیس الفعل فی موضع جزم، کما یکون فی موضع جزم فی الشعر، فإذا لم
یجز حمله علی هذا الفعل، و لا علی ما بعد إنّ، من حیث لم یعمل ما بعد إنّ فیما قبلها، کما لم یعمل ما بعد لا، فکذلک لا یجوز أن
یعمل ما بعد الاستفهام فیما قبله، علمت أنه متعلق بشیء دلّ علیه قوله: إنا لمبعوثون* أو: أ إنا لمبعوثون، و ذلک: نحشر، أو نبعث، و
نحو هذا مما یدلّ علیه الکلام.
[ [الواقعۀ: 55
و قرأ ابن کثیر و ابن عامر و أبو عمرو و الکسائی: شرب* [الواقعۀ/ 55 ] بفتح الشین.
.«1» و قرأ نافع و عاصم و حمزة: شرب بضمّ الشین
شرب شربا و شربا جمیعا، فالشّرب: کالأکل و ال ّ ض رب، و الشّرب: کالشّ غل و الذکر، فأما الشّرب: فالمشروب، کما أن الطّحن:
المطحون، و قال: لها شرب و لکم شرب یوم معلوم [الشعراء/ 155 ]، إنما هو ما کانت شربۀ من الماء، و قد یکون الشّرب جمع شارب،
1) البیت لأبی دؤاد- و الشّرب: جماعۀ الشاربین. انظر ) :«2» مثل: راکب و رکب، و راجل و رجل، و تاجر و تجر، فأما قول الشاعر
.« المرکب » بدل « الموکب » شعره/ 290 ضمن دراسات فی الأدب العربی لغرانباوم، و فیه
. 2) السبعۀ 623 )
ص: 261
و عنس قد براها لذة المرکب و الشّرب فیمکن أن یعنی بالشّرب المصدر، و یمکن أن یعنی به جمع شارب، و المصدر أشبه لیکون
:«1» معطوفا علی مثله، و یقوّي المصدر أیضا قول الآخر
کشراب قیل عن مطیّته و لکلّ أمر واقع قدر فإن جعلت فی البیت الشّرب مصدرا فالمعنی إدمان الشّرب، و إن جعلته جمعا فالمعنی
استعمال الشرب.
[ [الواقعۀ: 60
.«2» قال: و کلّهم قرأ: نحن قدرنا [الواقعۀ/ 60 ] بالتشدید، غیر ابن کثیر فإنه قرأ: قدرنا* خفیفۀ
:«3» قال أبو علی: قد قالوا: قدرنا* فی معنی قدرنا، و قد تقدّم ذکر ذلک، و یدلّ علیه قوله
و مفرهۀ عنس قدرت لساقها فخرّت کما تتایع الریح بالقفل ( 1) البیت لعمرو بن أحمر یذکر شبابه و نعمته. و هو من قصیدة فی شعره
.463 / ص 91 ، و انظر المعانی الکبیر 1
و قیل: هو قیل بن عتر من عاد، و هو أحد أفراد وفد عاد الذین و فدوا علی معاویۀ بن بکر أحد العمالیق و سید مکّۀ. القدر: القدر و
القضاء. یرید أنه لها فی شبابه کما لها قیل عن مطیته حین سحرته الجرادتان بغنائهما.
. 2) السبعۀ 623 )
49 / 3) لأبی ذؤیب، و قد سبق فی 5 )
صفحۀ 120 من 204
ص: 262
:«1» المعنی: قدرت ضربتی لساقها فضربتها، و مثله فی المعنی
:«2» فإن تعتذر بالمحل من ذي ضروعها علی الضیف یجرح فی عراقیبها نصلی و مثله قول لبید
مدمنا یمسح فی شحم الذّري دنس الأسؤق من عضب أفلّ
[ [الواقعۀ: 66
قال عاصم فی روایۀ أبی بکر: أ إنا لمغرمون [الواقعۀ/ 66 ] استفهام بهمزتین.
.«3» حفص عن عاصم، و الباقون: إنا علی لفظ الخبر
قال أبو علی: قد تقدم القول فی ذلک.
.«4» قال: قرأ حمزة و الکسائی: بموقع النجوم [الواقعۀ/ 75 ] واحدا، و قرأ الباقون: بمواقع النجوم جماعۀ
[ [الواقعۀ: 75
49 / أبو عبیدة: فلا أقسم بمواقع النجوم أي: فأقسم، قال: ( 1) لذي الرّمۀ سبق ذکره فی 5
2) روایۀ الدیوان للبیت: )
مدمن یجلو بأطراف الذري دنس الأسؤق بالعضب الأفلّ و العضب: القاطع. الأفل. الکثیر الفلول لکثرة ما ضرب به. و المعنی: یعرقب
. الإبل لینحرها ثم یمسح ذري أسنمتها بسیفه لیجلو ما علیه من دماء سیقانها دیوانه/ 149
. 3) السبعۀ 624 )
. 4) السبعۀ 624 )
ص: 263
و قیل: إنه مواقع القرآن حین نزل علی النبی صلی اللَّه علیه و آله و سلم «1» و مواقعها: مساقطها حیث تغیب، هذا قول أبی عبیدة
نجوما، و یحتمل قوله: و النجم إذا هوي [النجم/ 1] هذین الوجهین، فأمّا الجمع فی ذلک، و إن کان مصدرا فلاختلافه، و ذلک أن
المصادر و سائر أسماء الأجناس إذا اختلفت، جاز جمعها، و علی هذا قالوا: نمور و نمران، و قال: إن أنکر الأصوات لصوت الحمیر
[لقمان/ 19 ] فجمع للاختلاف و قال:
لصوت الحمیر، فأفرد لما کان الجمیع ضربا واحدا.
:«2» فمن قال: بموقع فأفرد، فلأنه اسم جنس، و من جمع، فلاختلاف ذلک. فأما قوله
کأنّ متنیّ من النقیّ مواقع الطّیر علی ال ّ ص فیّ فلیس اسم المصدر إنما هو موضع، فجمع، لأن المعنی علی الجمع، و إنما شبّه مواضع
بمواضع.
[ [الواقعۀ: 56
قال عباس سألت أبا عمرو فقرأ: هذا نزلهم [الواقعۀ/ 56 ] ساکنۀ الزاي.
.«3» و قرأ الباقون و الیزیدي عن أبی عمرو: نزلهم مثقّل
و النّزل و النزل بمعنی، مثل: الشّ غل و الشّ غل، و العنق و العنق، و الطنب و الطنب، فأما قوله: و لکم فیها ما تدعون، نزلا من غفور رحیم
.252 / 32 ] فنزل: یحتمل ضربین یجوز أن یکون ( 1) مجاز القرآن 2 ، [فصّلت/ 31
.308 / 2) للأخیل الطائی سبق ذکره فی الحجّۀ 4 )
. 3) السبعۀ 623 )
ص: 264
صفحۀ 121 من 204
جمع نازل کقوله:
و الحال من الضمیر فی یدعون أي: ما یدّعون من غفور رحیم نازلین، و یجوز أن یکون، نزلا یراد به «1» أو تنزلون فإنّا معشر نزل
القوت الذي یقام للنازل أو الضیف.
و یکون حالا من قوله: ما یدعون و العامل فی الحال معنی الفعل فی لهم و ذو الحال ما یدعون أي: لهم ما یدّعون نزلا، و من غفور
رحیم صفۀ نزل، و فیه ضمیر یعود إلیه، و قوله: کانت لهم جنات الفردوس نزلا [الکهف/ 107 ]، و یجوز أن یکون المعنی:
لهم ثمر جنّات الفردوس نزلا، فیکون النزل: القوت، و یجوز أن یکون النزل: جمع نازل، و یدلّ علی الوجه الأول: کلما رزقوا منها من
.[ ثمرة رزقا [البقرة/ 25
[ [الواقعۀ: 82
.[ قال: روي المفضل عن عاصم: و تجعلون رزقکم أنکم تکذبون خفیفۀ منصوبۀ التاء [الواقعۀ/ 82
و روي غیره عن عاصم: تکذبون مشدّدة، و کذلک الباقون.
و تجعلون رزقکم أنکم تکذبون: أي تجعلون رزقکم الذي رزقکموه اللَّه فیما قاله: و أنزلنا من السماء ماء مبارکا إلی قوله: رزقا للعباد
: [ق/ 11 ]، و قوله: و أنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات ( 1) عجز بیت للأعشی و صدره فی دیوانه ص 63
/ قالوا الرکوب! فقلنا تلک عادتنا أي: تنزلون عن خیولکم فنجالدکم بالسیوف بدل المطاعنۀ بالرماح، و البیت من شواهد سیبویه 1
.103 / 429 ، و شرح أبیات المغنی 8
ص: 265
رزقا لکم [البقرة/ 22 ]، أي: تکذبون فی أن تنسبوا هذا الرزق إلی غیر اللَّه، فتقولون: مطرنا بنوء کذا، فهذا وجه التخفیف.
و من قال: تکذبون فالمعنی: إنکم تکذبون بالقرآن، لأن اللَّه عزّ و جلّ هو الذي رزقکم ذلک، علی ما جاء فی قوله: رزقا للعباد [ق/
«1» 11 ] فتنسبونه أنتم إلی غیره، فهذا تکذیبهم لما جاء التنزیل به، و روي عن ابن عباس أنه قرأ: و تجعلون شکرکم أنکم تکذبون
[الواقعۀ/ 82 ]، أي تجعلون مکان الشکر الذي یجب علیکم التکذیب. و قد یکون المعنی: تجعلون شکر رزقکم التکذیب، فحذف
.310 / المضاف. ( 1) هذه قراءة علی و ابن عباس و رویت عن النبی صلی اللَّه علیه و آله سلم. انظر المحتسب 2
ص: 266
ذکر اختلافهم فی سورة الحدید
[ [الحدید: 8
.«1» و قرأ الباقون: أخذ میثاقکم ،«1» قرأ أبو عمرو وحده: و قد أخذ میثاقکم [الحدید/ 8]، رفع
حجۀ من قال: أخذ أنه قد تقدّم: و ما لکم لا تؤمنون بالله [الحدید/ 8]، الضمیر یعود إلی اسم اللَّه عزّ و جلّ. و أمّا أخذ* فإنه یدلّ علی
هذا المعنی، و قد عرف آخذ المیثاق و أن آخذه اللَّه عزّ و جل.
[ [الحدید: 10
.«3» قال: کلهم قرأ: و کلا وعد الله الحسنی [الحدید/ 10 ] بالنصب، غیر ابن عامر فإنه قرأ: و کل وعد الله الحسنی بالرفع
حجّ ۀ النصب بیّن لأنه بمنزلۀ زیدا و عدت خیرا، فهو مفعول و عدت، و حجّۀ ابن عامر أن الفعل إذا تقدّم علیه مفعوله لم یقو عمله فیه
قوّته إذا تأخّر، أ لا تري أنهم قد قالوا فی الشعر: زید ضربت، و لو تأخر المفعول فوقع بعد الفاعل لم یجز ذلک فیه. و مما جاء من
ذلک ( 1) فی السبعۀ: بضمّ الألف و کسر الخاء و ضم القاف.
. 3) السبعۀ 625 )
صفحۀ 122 من 204
ص: 267
.«1» قول الشاعر
قد أصبحت أمّ الخیار تدّعی علیّ ذنبا کلّه لم أصنع فرووه بالرفع لتقدّمه علی الفعل، و إن لم یکن شیء یمنع من تسلّط الفعل علیه،
فکذلک قوله: و کل وعد الله الحسنی یکون علی إرادة الهاء و حذفها، کما تحذف فی ال ّ ص لات و ال ّ ص فات، فال ّ ص لات نحو: أ هذا
الذي بعث الله رسولا [الفرقان/ 41 ] و الصفات: و اتقوا یوما لا تجزي نفس عن نفس شیئا [البقرة/ 48 ] أي: لا تجزیه، و مثل ذلک قول
:«2» جریر
و ما شیء حمیت بمستباح أي: حمیته.
[ [الحدید: 11
قرأ ابن کثیر و ابن عامر: فیضعفه [الحدید/ 11 ] مشدّدة بغیر ألف. ابن کثیر یضمّ الفاء و ابن عامر یفتح الفاء.
قال: و عاصم یقرأ: فیضاعفه بألف و فتح الفاء. و قرأ نافع و أبو عمرو و حمزة و الکسائی: فیضاعفه* بالألف و ضمّ الفاء.
73 ، و شرح أبیات -69 -44 / قال أبو علی: یضاعفه، و یضعفه بمعنی، فأما الرفع فی: ( 1) البیت لأبی النجم، و هو من شواهد سیبویه 1
61 . و أم الخیار: زوجۀ أبی النجم. / 292 و 3 / 445 ، و الخصائص 1 -173 / 240 ، و الخزانۀ 1 / المغنی 4
2) صدر البیت: )
.44 / أبحت حمی تهامۀ بعد نجد و قد سبق ذکره فی 2
ص: 268
فیضاعف فهو الوجه، لأنه محمول علی: یقرض، أو علی الانقطاع من الأول، کأنه: فهو یضاعف، و لا یکون النصب فی هذا کما کان
فی قولک: أتقوم فأحدّثک؟ لأن القیام غیر متیقّن فالمعنی: أ یکون منک قیام فحدیث منّی؟، و لیس ما فی الآیۀ کذلک، أ لا تري أنه
من قال:
من ذا الذي یقرض الله [الحدید/ 11 ] فالقرض لیس مسئولا عنه، و إنما المسئول عنه الفاعل، و علی هذا أجازوا: أیّهم سار حتی
یدخلها، و لم یجز سیبویه النصب فی یدخل، لأن السیر متیقن غیر مسئول عنه، و إنما السؤال عن الفاعل، فکذلک فی قوله: من ذا
الذي یقرض فیضاعف له. لا یکون فی یضاعف إلا الرفع، کما لم یکن فی یدخل بعد حتی إلا الرفع. و من نصب فقال: فیضاعفه لم
:«1» یکن الوجه، و إنما هو مما یجوز فی الشعر فی نحو قوله
و ألحق بالحجاز فأستریحا أ لا تري أن المعطوف علیه موجب فی موضع تیقّن، و لکن یحمل قول الذي نصب، فقال: یضاعفه علی
المعنی، لأنه إذا قال أحد: من ذا الذي یقرض، فکأنه قد قال: أ یقرض اللَّه أحد قرضا فیضاعفه له؟ و إن لم یحمله علی ما ذکرنا من
المعنی لم یستقم، فالوجه فی قراءة: فیضاعفه ما علیه الأکثر من الرفع فی:
فیضاعفه*. ( 1) عجز بیت للمغیرة بن حبناء و صدره:
600 ، و / 448 ، و هو الشاهد رقم 319 من شواهد المغنی، و فی الخزانۀ 3 -423 / سأترك منزلی لبنی تمیم و استشهد به سیبویه 1
.279 / 197 ، و المفصل 1 / المحتسب 1
ص: 269
[ [الحدید: 13
قال: قرأ حمزة وحده: للذین آمنوا أنظرونا [الحدید/ 13 ] مکسورة الظاء.
.«1» و قرأ الباقون: للذین آمنوا انظرونا موصولۀ
:«2» لیس النظر الرؤیۀ التی هی إدراك البصر، إنما هو تقلیب العین نحو الجهۀ التی فیها المرئیّ المراد رؤیته، ممّا یدلّ علی ذلک قوله
صفحۀ 123 من 204
فیا میّ هل یجزي بکائی بمثله مرارا و أنفاسی إلیک الزوافر و أنّی متی أشرف من الجانب الذي به أنت من بین الجوانب ناظر فلو کان
النظر الرؤیۀ لم یطلب علیه الجزاء، لأن المحبّ لا یستثیب من النظر إلی محبوبه شیئا بل یرید ذلک و یتمنّاه، و یدلّ علی ذلک قول
:«3» الآخر
و نظرة ذي شجن وامق إذا ما الرکائب جاوزن میلا فهذا علی التوجّه إلی الناحیۀ التی المحبوب فیها، و تقلیب البصر نحوها لما یعالج
1) السبعۀ 626 و فیه: (انظرونا) موصولۀ الألف مضمومۀ الظاء. ) :«4» من التلفّت و التقلّب. کقول الآخر
2) البیتان لذي الرّمّۀ- و معناهما: یامی هل تبکین مثلما أبکی مرارا، و إننی صابر علی ذلک فهل تجزیننی علی هذه المحبۀ؟ )
.1014 / 645 ، انظر دیوانه 2 / 71 ، و الخزانۀ 3 / 437 ، و المقتضب 4 / و البیت الثانی من شواهد سیبویه 1
3) لم نعثر علی قائله. )
4) لم نعثر علی قائله. )
ص: 270
ما سرت میلا و لا جاوزت مرحلۀ إلا و ذکرك یلوي کابیا عنقی و ما یبیّن أن النّظرة لیست الرؤیۀ أن الرکاب إذا حاذت هذه المسافۀ
أو جاوزتها لم تقع الرؤیۀ علی من صار من الرائی بهذه المسافۀ. فأما قوله: و لا ینظر إلیهم یوم القیامۀ [آل عمران/ 77 ]، فالمعنی: أنه
سبحانه لا ینیلهم رحمته، و قد تقول: أنا أنظر إلی فلان، إذا کنت تنیله شیئا، و یقول القائل: انظر إلیّ نظر اللَّه إلیک، یرید:
أنلنی خیرا أنالک اللَّه.
و نظرت بعد یستعمل و ما تصرف منه علی ضروب، أحدها: أن ترید به: نظرت إلی الشیء فیحذف الجار، و یوصل الفعل، من ذلک
:«1» ما أنشد أبو الحسن
:«2» ظاهرات الجمال و الحسن ینظر ن کما ینظر الأراك الظباء المعنی: ینظرن إلی الأراك، فحذف الجار الذي فی نحو قوله
نظرن إلی أظعان میّ کأنها ( 1) البیت فی الأساس (نظر) بروایۀ:
ظاهرات الجمال ینظرن هونا و لم ینسبه.
2) صدر بیت لذي الرّمۀ و عجزة: )
.825 / دیوانه 2 ،« نظرت » : مولیۀ میس یمیل ذوائبه و المیس: شجر تعمل منه الرحال- تمیل ذوائبه: أغصانه و أعالیه و روایۀ الدیوان
ص: 271
و الآخر: أن یرید به تأمّلت و تدبرت، فهو فعل غیر متعدّ، فمن ذلک قولهم: اذهب فانظر زیدا أبو من هو؟ فهذا یراد به التأمّل، من
ذلک قوله عزّ و جلّ: انظر کیف ضربوا لک الأمثال [الإسراء/ 48 ]، انظر کیف یفترون علی الله الکذب [النساء/ 50 ]، انظر کیف فضلنا
.[ بعضهم علی بعض [الإسراء/ 21
و قد یتعدّي هذا بالجار کقوله: أ فلا ینظرون إلی الإبل کیف خلقت [الغاشیۀ/ 17 ]، فهذا أحضّ علی التأمّل، و تبین وجه الحکمۀ فیه، و
قد یتعدّي بفی، و ذلک نحو قوله: أ و لم ینظروا فی ملکوت السموات و الأرض [الأعراف/ 185 ]، فهذا کقوله: أ و لم یتفکروا فی
.[ أنفسهم [الروم/ 8
:«1» فأما قوله
و لما بدا حوران و الآل دونه نظرت فلم تنظر بعینیک منظرا و یجوز أن یکون نظرت فلم تنظر، أي: نظرت فلم تر بعینیک منظرا لغرقه
:«2» فی الآل کقوله
تري قورها یغرقن فی الآل مرّة و آونۀ یخرجن من غامر ضحل و قد یجوز أن یعنی بالنظر الرؤیۀ علی الاتّساع، لأن تقلیب ( 1) البیت
لامرئ القیس من قصیدة قالها یوم توجه إلی بلاد الروم، و فی الدیوان:
صفحۀ 124 من 204
. فلما بدت حوران و الآل دونها و حوران: جنوب دمشق- و الآل: السراب. دیوانه/ 87
.223 / 2) البیت لذي الرمّۀ سبق ذکره فی 4 )
ص: 272
البصر نحو المبصر تتبعه الرؤیۀ، و قد یجري علی الشیء لفظ ما یتبعه، و یقترن به کقولهم للمرأة: راویۀ، و کقولهم للفناء: عذرة، و
کقولهم لذي بطن الإنسان: غائط و إنما الغائط: المطمئن من الأرض المستقل، و قد یکون: نظرت فلم تنظر، مثل: تکلّمت فلم تکلّم،
أي: لم تأت بکلام علی حسب ما یراد، أي: لم یقع الموقع الذي أرید، فکذلک: نظرت فلم تنظر منظرا کما ترید، أو: لم تر منظرا
یروق.
و ضرب آخر من نظرت: أن یرید به انتظرته، من ذلک قوله:
:«1» إلی طعام غیر ناظرین إناه [الأحزاب/ 53 ]، أي: غیر منتظرین إدراکه و بلوغه، و من ذلک قول الشاعر
ما زلت مذ أشهر السّ فّار أنظرهم مثل انتظار المضحی راعی الإبل یدلّک علی ذلک قوله: مثل انتظار المضحّی، المعنی: انتظرتهم
انتظارا مثل انتظار المضحی، فقد تبینت أنه أراد بنظرت: انتظرت، و قد یجیء فعلت و افتعلت بمعنی کثیرا، کقولهم: شویت و اشتویت،
:«2» و حضرت و احتضرت، و من ذلک قول الفرزدق
« الإبل » بدل « راعی الغنم » نظرت کما انتظرت اللَّه حتی کفاك الماحلین لک المحالا ( 1) ذکره اللسان (شهر) و لم ینسبه و روایته فیه
أشهر السفّار: مضی علیهم شهر.
655 ، و فیه: / 2) انظر دیوانه 2 )
نظرتک ما انتظرت اللَّه حتی کفاك الماحلین بک المحالا
ص: 273
یرید: انتظرت کما انتظرت، و قد یکون: انظرت فی معنی انتظرت، تطلب بقولک أنظرنی التنفیس الذي یطلب بالانتظار، من ذلک
:«1» قوله
أبا هند فلا تعجل علینا و أنظرنا نخبّرك الیقینا و من ذلک قوله: قال أنظرنی إلی یوم یبعثون [الأعراف/ 14 ] إنما هو طلب الإمهال و
التسویف، فالمطلوب بقوله: و أنظرنا نخبّرك الیقینا: تنفیس، و فی قوله: أنظرنی إلی یوم یبعثون تسویف و تأخیر، و کذلک قوله:
فهذا و إن ،«2» انظرونا نقتبس من نورکم [الحدید/ 13 ] نفّسونا نقتبس، و انتظروا علینا، و کذلک ما جاء فی الحدیث من إنظار المعسر
کان التأخیر یشملها فهو علی تأخیر دون تأخیر، و لیس تسرّع من تسرع إلی تخطئۀ من قال: انظرونا بشیء، و لیس ینبغی أن یقال فیما
لطف إنه خطأ، و هو زعموا قراءة یحیی بن وثّاب و الأعمش.
[ [الحدید: 16
قال: قرأ نافع و حفص و المفضل عن عاصم: و ما نزل من الحق [الحدید/ 16 ] خفیفۀ نصب.
شرح المعلقات السبع للزوزنی/ » و قرأ الباقون، و أبو بکر عن عاصم: و ما نزل مشدّدة، و روي ( 1) لعمرو بن کلثوم من معلقته المشهورة
.122
(2)
من أنظر » : أخرج أحمد و عبد بن حمید فی مسنده و مسلم و ابن ماجۀ عن أبی الیسر أن رسول اللَّه صلی اللَّه علیه و آله و سلم قال
327 . الحجۀ للقراء / 368 و انظر مسند أحمد 1 / انظر الدر المنثور للسیوطی 1 « معسرا أو وضع عنه أظله اللَّه فی ظله یوم لا ظل إلا ظلّه
السبعۀ، ج 6، ص: 274
قال أبو علی: من خفّف و ما نزل من الحق فعلی نزل ذکر .«1» عباس عن أبی عمرو: و ما نزل من الحق مرتفعۀ النون مکسورة الزاي
صفحۀ 125 من 204
مرفوع بأنه الفاعل، و یعود إلی الموصول، و یقوّي التخفیف قوله:
.[ و بالحق نزل [الإسراء/ 105
و من قال: و ما نزل فشدّدها علی الفعل الضمیر العائد إلی اسم اللَّه عزّ و جلّ، و العائد إلی الموصول الضمیر المحذوف من الصلۀ
کالذي فی قوله: و سلام علی عباده الذین اصطفی [النمل/ 59 ] أي:
اصطفاهم. و حجۀ ذلک کثرة ما فی القرآن من ذکر التنزیل.
و من قرأ: و ما نزل فالعائد إلی الموصول: الذکر المرفوع فی نزل* و ذلک الذکر مرفوع بالفعل المبنی للمفعول، و ما* الذي هو
الموصول فی کل ذلک فی موضع جرّ بالعطف علی الجار فی قوله:
.[ أن تخشع قلوبهم لذکر الله و ما نزل [الحدید/ 16
[ [الحدید: 18
قال: قرأ ابن کثیر و عاصم فی روایۀ أبی بکر: إن المصدقین و المصدقات [الحدید/ 18 ] خفیف.
.«2» و قرأ الباقون و حفص عن عاصم، مشدّدة الصاد فیهما
قال أبو علی: من خفّف فقال: إن المصدقین فمعناه: إن المؤمنین و المؤمنات، و أما قوله: و أقرضوا الله قرضا حسنا [الحدید/ 18 ] فهو
. فی المعنی کقوله: إن الذین آمنوا و عملوا الصالحات [الکهف/ 107 ] لأن إقراض اللَّه من الأعمال الصالحۀ. ( 1) السبعۀ 626
. 2) السبعۀ 626 )
ص: 275
و من حجّ ۀ من قال: المصدقین* فخفّف، أنه أعمّ من المصدقین، أ لا تري أن المصدقین مقصور علی الصدقۀ، و المصدقین* تعمّ
التصدیق و الصادقۀ، لأن الصدقۀ من الإیمان فهو أذهب فی باب المدح.
و من حجۀ من ثقّل فقال: المصدقین و المصدقات أنهم زعموا أن فی حرف قراءة أبیّ: إن المتصدقین و المصدقات و من حجتهم أن
قوله: و أقرضوا الله قرضا حسنا [الحدید/ 18 ] اعتراض بین الخبر و المخبر عنه، و الاعتراض بمنزلۀ الصفۀ، فهو للصدقۀ أشدّ ملاءمۀ منه
للتصدیق، و لیس التخفیف کذلک، لأن الإیمان لیس الإقراض فقط، بل هو أشیاء أخر، و الإقراض منه.
و من حجۀ من خفّف فقال: المصدقین* أن یقول، لا نحمل قوله: و أقرضوا علی الاعتراض، و لکنّا نعطفه علی المعنی، أ لا تري أن
المصدّقین و المصدّقات معناه إن الذین صدّقوا، فکأنّه فی المعنی:
إن المصدّقین و أقرضوا، فحمل و أقرضوا علی المعنی لما کان معنی المصدّقین الذین صدّقوا، فکأنه قال: إن الذین صدّقوا و أقرضوا.
[ [الحدید: 23
.«1» قال: قرأ أبو عمرو وحده: بما أتاکم [الحدید/ 23 ] قصرا، و قرأ الباقون: بما آتاکم ممدودة
من حجّ ۀ من قصر فقال: أتاکم* أنه معادل ب فاتکم*. فکما أن الفعل للغائب فی قوله: فاتکم* کذلک یکون الفعل الذي فی قوله:
. 1) السبعۀ 626 ) :«2» بما أتاکم و العائد إلی الموصول من الکلمتین الذکر المرفوع بأنه فاعلی، و أنشد أبو زید
2) النوادر/ 150 (ط الفاتح) و هو لمرداس بن الحصین. و قد سبق فی طرّة الجزء )
ص: 276
و لا فرح بخیر إن أتاه و لا جزع من الحدثان لاع و من حجّۀ من مدّ أن الخیر الذي یأتیهم هو مما یعطیه اللَّه فإذا مدّ کان ذلک منسوبا
إلی اللَّه سبحانه، و هو تعالی المعطی لذلک، و یکون فاعلی القول فی أتاکم* ضمیرا عائدا إلی اسم اللَّه، و الهاء محذوفۀ من الصلۀ
تقدیره: بما أتاکموه.
[ [الحدید: 24
صفحۀ 126 من 204
قال: قرأ نافع و ابن عامر: فإن الله الغنی الحمید [الحدید/ 24 ] لیس فیها هو، و کذلک فی مصاحف أهل المدینۀ و الشام.
.«1» و قرأ الباقون: هو الغنی الحمید
قال أبو علی: ینبغی أن یکون هو* فی قول من قال: هو الغنی الحمید فصلا، و لا یکون مبتدأ لأن الفصل حذفه أسهل، أ لا تري أنه لا
.[ موضع للفصل من الإعراب و قد یحذف، فلا یخلّ بالمعنی کقوله: إن ترنی أنا أقل منک مالا و ولدا [الکهف/ 39
[ [الحدید: 15
.«2» ابن عامر فی روایۀ هشام: فالیوم لا تؤخذ [الحدید/ 15 ]، ابن ذکوان: بالیاء، و کذلک الباقون: بالیاء
التاء حسن لتأنیث الفاعل، و الیاء حسن للفصل الواقع بین الفعل و الفاعل، و أن التأنیث لیس بحقیقی. الأول ص 306 من هذا الکتاب.
. 1) السبعۀ 627 )
. 2) السبعۀ 627 )
ص: 277
ذکر اختلافهم فی سورة المجادلۀ
[ [المجادلۀ: 2
.«2» ما هن أمهاتهم [ 2] رفع، و لم یختلف فی ذلک أنه نصب علی لفظ حفص :«1» قرأ عاصم فی روایۀ المفضل عن
وجه الرفع أنه لغۀ تمیم، قال سیبویه: و هو أقیس الوجهین، و ذلک أنّ النفی کالاستفهام، کما لا یغیّر الاستفهام الکلام عمّا کان علیه
فی الواجب، و کذلک ینبغی أن لا یغیّر فی النفی عمّا کان علیه فی الواجب، و وجه النصب: أنه لغۀ أهل الحجاز، و الأخذ فی التنزیل
بلغتهم أولی، و علیها جاء قوله: ما هذا بشرا [یوسف/ 31 ]، و وجهه من القیاس، أن یدخل علی الابتداء و الخبر کما أنّ لیس تدخل
علیهما، و هی تنفی ما فی الحال، کما أن لیس تنفی ما فی الحال، و قد رأیت الشبهین إذا قاما فی شیء من شیء، جذباه إلی حکم ما
فیه الشبهان منه، فمن ذلک جمیع ما لا ینصرف مع کثرته و اختلاف فنونه، لمّا حصل الشّبهان من الفعل صار بمنزلته فی امتناع الجرّ و
ساقطۀ من السبعۀ. :« عن » ( التنوین منه، فکذلک ما* لما حصل فیه الشبهان من لیس وجب ( 1
2) السبعۀ 628 . و ذکر الآیۀ: (ما هنّ أمهاتهم). )
ص: 278
علی هذا أن یکون فی حکمها، و یعمل عملها، کما أن جمیع ما لا ینصرف صار بمنزلۀ الفعل فیما ذکرنا، و غیر ذلک یبعد فیه کما
یبعد صرف ما لا ینصرف.
[ [المجادلۀ: 2
قال: قرأ ابن کثیر و نافع و أبو عمرو: و الذین یظهرون [المجادلۀ/ 2] بغیر ألف.
و قرأ عاصم: و الذین یظاهرون خفیف بألف و ضم الیاء.
.«1» و قرأ ابن عامر و حمزة و الکسائی: یظاهرون* بفتح الیاء بألف مشدّدة الظاء
قال أبو علی: ظاهر من امرأته، و ظهّر، مثل ضاعف و ضعّف، و تدخل التاء علی کل واحد منهما فیصیر: تظاهر و تظهّر، و یدخل حرف
المضارعۀ فیصیر: یتظهّر، و یتظاهر، ثم تدغم التاء فی الظاء لمقاربتها لها، فیصیر: یظّاهر و یظّهّر، و یفتح التاء التی للمضارعۀ لأنها
للمطاوعۀ کما یفتحها فی یتدحرج الذي هو مطاوع دحرجته فتدحرج، و إنما فتحت الیاء فی یظّاهر، و یظّهّر، لأنه للمطاوع، کما أن
یتدحرج کذلک، و لأنه علی وزنهما، و إن لم یکونا للإلحاق.
فأما قول عاصم: یظاهرون فقال أبو الحسن هو کثیر فی القراءة، و فی کلام العرب. قال أبو علی: و قولهم: الظهار، و کثرة ذلک علی
صفحۀ 127 من 204
الألسنۀ، یدلّ علی ما قال أبو الحسن.
[ [المجادلۀ: 8
قال: قرأ حمزة وحده: و ینتجون [المجادلۀ/ 8] بغیر ألف.
.«2» و الباقون: یتناجون بألف
. قال أبو علی: ینتجون یفتعلون من النّجوي، و النّجوي: ( 1) السبعۀ 628
. 2) السبعۀ 628 )
ص: 279
مصدر کالدّعوي و العدوي، و مثل ذلک فی أنه علی فعلی: التّقوي إلا أن الواو فیها مبدلۀ و لیست بلام، و لما کان مصدرا وقع علی
الجمیع علی لفظ الواحد فی قوله: إذ یستمعون إلیک، و إذ هم نجوي [الإسراء/ 47 ] أي: ذوو نجوي، و مما یدلّ علی ذلک قوله: لا
خیر فی کثیر من نجواهم إلا من أمر بصدقۀ [النساء/ 114 ] أي: إلا فی نجوي من أمر بصدقۀ، فأفرد ذلک، و إن کان مضافا إلی جماعۀ
لما کان مصدرا، کقوله: ما خلقکم و لا بعثکم إلا کنفس واحدة [لقمان/ 28 ] و نحو ذلک، و قال: ما یکون من نجوي ثلاثۀ إلا
.[ [المجادلۀ/ 7
و قوله: ثلاثۀ یحتمل جرّه أمرین، أحدهما: أن یکون مجرورا بإضافۀ نجوي إلیه، کأنه: ما یکون من سرار ثلاثۀ إلا هو رابعهم، أي: لا
یخفی علیه ذلک، کما قال: أ لم یعلموا أن الله یعلم سرهم و نجواهم [التوبۀ/ 78 ] و کقوله: فإنه یعلم السر و أخفی [طه/ 7]، و یجوز أن
یکون ثلاثۀ جرّا علی الصفۀ علی قیاس قوله: و إذ هم نجوي [الإسراء/ 47 ]، فأما النّجیّ فصفۀ تقع علی الکثرة کال ّ ص دیق و الرفیق و
فجمع: «1» الحمیم، و مثله الغزي، قال جریر
1) دیوانه/ 495 بروایۀ: (الحکوم). و النقّاد: صغار الضأن- و ) :«2» تریح نقادها جشم بن بکر و ما نطقوا بأنجیۀ الخصوم و أنشد أبو زید
الأنجیۀ: القوم یتشاورون فی الأمر جمع نجیّ.
2) نسب اللسان هذا البیت فی مادة/ نجا/ إلی سحیم بن وثیل الیربوعی بینما لم ینسبه أبو زید فی النوادر إلی أحد، انظر النوادر/ 159 )
(ط. الفاتح).
ص: 280
إنی إذا ما القوم کانوا أنجیه و اختلف القول اختلاف الأرشیۀ و فی التنزیل: خلصوا نجیا [یوسف/ 80 ]، فأما قول حمزة:
ینتجون و قول سائرهم: یتناجون فإنّ یفتعلون، و یتفاعلون یجریان مجري واحدا، و من ثمّ قالوا: ازدوجوا و اعتوروا، فصحّحوا الواو، و
إن کانت علی صورة یجب فیها الاعتلال لما کان بمعنی تعوروا و تزاوجوا، کما صحّ: عور و حول و صید، لما کان ذلک علی معنی
افعال، و من ثمّ جاء: حتی إذا ادارکوا فیها جمیعا [الأعراف/ 38 ] فادّارکوا: افتعلوا، و ادّارکوا: تفاعلوا، فکذلک فی المعنی فی:
ینتجون، و یتناجون واحد.
و من حجّۀ من قرأ: یتناجون [المجادلۀ/ 8] قوله: إذا ناجیتم الرسول [المجادلۀ/ 12 ] و تناجوا بالبر و التقوي [المجادلۀ/ 9]، فهذا مطاوع:
ناجیتم* و لیس فی هذا ردّ لقراءة حمزة ینتجون لأن هذا فی مساغه و جوازه مثل: ناجیت. و ینتجون، قراءة الأعمش فیما زعموا.
[ [المجادلۀ: 11
.«1» قال: قرأ عاصم وحده: تفسحوا فی المجالس [المجادلۀ/ 11 ] بألف، و قرأ الباقون: فی المجلس بغیر ألف
قال أبو علی: زعموا أنه مجلس النبیّ صلی اللَّه علیه و آله و سلم، فإذا کان کذلک فالوجه الإفراد، و یجوز أن یجمع علی هذا علی أن
تجعل لکلّ جالس مجلسا، أي: موضع جلوس، و یکون المجلس علی إرادة العموم مثل قولهم: کثر الدینار و الدرهم، فیشهد علی هذا
. 1) السبعۀ 629 ) .[ جمیع المجالس، و مثله فی التنزیل: إن الإنسان لفی خسر [العصر/ 2
صفحۀ 128 من 204
ص: 281
و قرأ نافع و ابن عامر و حفص عن عاصم و الأعشی عن أبی بکر عن عاصم و هارون بن حاتم عن أبی بکر: و إذا قیل انشزوا فانشزوا
[المجادلۀ/ 11 ]، برفع الشین [فیهما] و أمّا یحیی فروي عن أبی بکر، أنه لم یحفظ کیف قرأ عاصم زعم ذلک خلف و أبو هشام و
عن یحیی، و قال ابن سعدان عن محمد بن المنذر عن یحیی عن أبی «1» الوکیعی
[ [المجادلۀ: 11
بکر عن عاصم: و إذا قیل انشزوا فانشزوا بکسر الشین، و قال غیره عن یحیی عن أبی بکر، لم أحفظها عن عاصم، فسألت عنها الأعمش
سألت عروة بن محمد: کیف ینبغی أن تکون قراءة «2» فقال: انشزوا فانشزوا بکسر الشین فیهما. و قال عبد الجبار بن محمد العطاردي
.[ عاصم؟ فقرأها برفع الشین و قال: هو مثل: یعکفون [الأعراف/ 138
.«3» و قرأ ابن کثیر و أبو عمرو و حمزة و الکسائی: و إذا قیل انشزوا فانشزوا بکسر الشین فیهما
:«4» قال أبو علی: انشزوا هو من النشز: المرتفع من الأرض، و قال الشاعر
تري الثعلب الحولیّ فیها کأنه إذا ما علا نشزا حصان مجلّل ( 1) فی الأصل الوکیعی، بإسقاط الواو، و التصویب من السبعۀ. و انظر
. 7، ترجمۀ رقم 12 / ترجمۀ الوکیعی فی طبقات القرّاء 1
.358 / 2) انظر طبقات القرّاء 1 )
3) السبعۀ 629 و ما بین معقوفین منه. )
295 / 4) البیت غیر منسوب و قد ذکره القرطبی فی تفسیره 3 )
ص: 282
و من هذا نشوز المرأة عن زوجها، و ینشز و ینشز: مثل یحشر و یحشر، و یعکف و یعکف.
[ [المجادلۀ: 22
قال: روي المفضل عن عاصم: أولئک کتب فی قلوبهم الإیمان [المجادلۀ/ 22 ] برفع الکاف من کتب*، و رفع النون من الإیمان، و قرأ
.«1» الباقون: أولئک کتب فی قلوبهم الإیمان
قال أبو علی: معنی کتب فی قلوبهم الإیمان، کتب فی قلوبهم علامته، فحذف المضاف، و معنی کتابۀ الإیمان فی قلوبهم:
أنها سمۀ لمن یشاهدهم من الملائکۀ أنهم مؤمنون، کما أن قوله فی الکفّار: و طبع الله علی قلوبهم [التوبۀ/ 93 ] علامۀ یعلم من شاهدها
من الملائکۀ أنه المطبوع علی قلبه، و علی هذا قوله: و لا تطع من أغفلنا قلبه عن ذکرنا [الکهف/ 28 ] أي: جعلها غفلا من العلامۀ التی
تکون فی قلوب الذاکرین.
و من أسند الفعل إلی الفاعل فلتقدّم ذکر الاسم، و یقوّي ذلک أن المعطوف علیه مثله و هو قوله: و أیدهم بروح منه [المجادلۀ/ 22 ] و
من قال: کتب* فلأنه یعلم أنه من فعل اللَّه عزّ و جلّ.
[ [المجادلۀ: 21
نافع و ابن عامر: و رسلی إن الله [المجادلۀ/ 21 ] بفتح الیاء.
.«2» و الباقون لا یحرّکون
. قال أبو علی: التحریک و الإسکان جمیعا حسنان. ( 1) السبعۀ 630
. 2) السبعۀ 629 )
ص: 283
ذکر اختلافهم فی سورة الحشر
صفحۀ 129 من 204
[ [الحشر: 2
قرأ أبو عمرو وحده: یخربون [ 2] شدیدة، و قرأ الباقون:
.«1» یخربون خفیفۀ
خرب الموضع و أخربته و خرّبته مثل فرح و فرّحته و أفرحته، و غرم و غرمته و أغرمته، قال الشاعر:
و حکی عن أبی عمرو: الإخراب: أن یترك الموضع خربا، و التخریب: الهدم. «2» و أخربت من أرض قوم دیارا
[ [الحشر: 14
و قرأ ابن کثیر و أبو عمرو: من وراء جدار [ 14 ] بألف.
. و الباقون: جدر. ( 1) السبعۀ 632
2) عجز بیت للأعشی و صدره: )
فأقللت قوما و أعمرتهم و المعنی: أقلّ الشیء حمله و رفعه، و أعمره الدار أو الإبل: أعطاه إیّاها: انظر دیوانه/ 49
ص: 284
معکم للقتال، و لا یبرزون لکم، و لا یقاتلونکم حتی یکون بینکم و بینهم حاجز «1» قال أبو علی: المعنی فی الجمع أنهم لا یصحرون
من حصن أو سور، فإذا کان کذلک، فالمعنی علی الجمع، إذ لیس المعنی أنهم یقاتلونکم من وراء جدار واحد، و لکن من وراء
جدر، کما لا یقاتلونکم إلا فی قري مح ّ ص نۀ. فکما أن القري جماعۀ، کذلک الجدر ینبغی أن تکون جمعا، و کأنّ المراد فی الإفراد
الجمع، لأنه یعلم أنهم لا یقاتلونهم من وراء جدار واحد.
[ [الحشر: 16
.«2» قال: نصب ابن کثیر و نافع و أبو عمرو: إنی أخاف الله* [الحشر/ 16 ]، و أسکنها الباقون
قال أبو علی: التحریک و الإسکان حسنان. ( 1) أصحر القوم: إذا برزوا إلی فضاء لا یواریهم شیء. انظر اللسان/ صحر/
. 2) السبعۀ 632 )
ص: 285
ذکر اختلافهم فی سورة الممتحنۀ
[ [الممتحنۀ: 3
قرأ ابن کثیر و نافع و أبو عمرو: یفصل* [ 3] برفع الیاء و تسکین الفاء و نصب الصاد، و قرأ عاصم بفتح الیاء و کسر الصاد.
و قرأ ابن عامر: یفصل* برفع الیاء و تشدید الصاد. و فتحها.
.«1» و قرأ حمزة و الکسائی یفصل* برفع الیاء و التشدید و کسر الصاد
قال أبو علی: یذهب أبو الحسن فی هذا النحو إلی أن الظرف أقیم مقام الفاعل، و ترك علی الفتح الذي کان یجري علیه فی الکلام
لجریه فی آخر الکلام منصوبا، و کذلک یقول فی قوله: و إنا منا الصالحون و منا دون ذلک [الجن/ 11 ]، و کذلک یجیء علی قیاس
قوله: لقد تقطع بینکم [الأنعام/ 94 ]، فاللفظ علی قوله مفتوح، و الموضع رفع، کما کان اللفظ فی قوله: کفی بالله [العنکبوت/ 52 ] و ما
جاءنی من رجل، مجرورا، و الموضع موضع رفع.
. و القول فی قراءة ابن عامر: یفصل* مثل القول فی: یعمل، ( 1) السبعۀ 633
ص: 286
صفحۀ 130 من 204
و قول عاصم: یفصل، حسن و الضمیر یرجع إلی اسم اللَّه عزّ و جلّ، و دلّ علیه قوله: و أنا أعلم بما أخفیتم [الممتحنۀ/ 1] و کذلک
قول حمزة و الکسائی: یفصل* مثل ما قرأ عاصم فی إسناد الفعل إلی الضمیر الذي دلّ علیه قوله: و أنا أعلم بما أخفیتم.
[ [الممتحنۀ: 10
.«1» قال قرأ أبو عمرو وحده: و لا تمسکوا [الممتحنۀ/ 10 ] بالتشدید، و قرأ الباقون: و لا تمسکوا خفیفۀ
حجّۀ من قال، تمسکوا قوله: فإمساك بمعروف [البقرة/ 229 ]، و لا تمسکوهن ضرارا [البقرة/ 231 ]، و فأمسکوهن فی البیوت [النساء/
.[ 15 ]، و أمسک علیک زوجک [الأحزاب/ 37
و قال أبو الحسن: تمسکوا لأنها من مسّکت بالشیء، قال: و هو کثیر، أو أکثر. قال: و من حجّته: و الذین یمسکون بالکتاب [الأعراف/
.[170
[ [الممتحنۀ: 4
6] برفع الألف. ، قال: قرأ عاصم: أسوة [الممتحنۀ/ 4
.«1» و قرأ الباقون: إسوة* کسرا
أسوة و إسوة لغتان.
[ [الممتحنۀ: 4
عن أحمد بن موسی عن أبی عمرو: برءاء [الممتحنۀ/ «4» قال: حدّثنی الحلوانی عن شباب «3» قال: حدّثنی الحسن بن العباس الجمال
. 4] یمدّ و یهمز و لا ینوّن مثل: برعاع، قال: و لا اختلاف ( 1) السبعۀ 633
.216 / 3) ترجمته فی طبقات القراء 1 )
.275 / 4) هو خلیفۀ بن خیاط أبو عمرو العصفري الحافظ شباب صاحب التاریخ توفی سنۀ 240 ه، انظر ترجمته فی الطبقات 1 )
ص: 287
.«1» فی ذلک بین أحد من القرّاء أنها بهذا اللفظ
بريء و برءاء: مثل فقیه و فقهاء، و ظریف و ظرفاء، الهمزة الأولی فی فعلاء لام الفعل، و الثانیۀ المنقلبۀ عن ألف التأنیث، و الألف التی
قبل الهمزة زیادة لحقت مع علامۀ التأنیث. و یدلّک علی أن الهمزة منقلبۀ عن ألف التأنیث لوقوعها طرفا بعد ألف، أنه إذا زالت هذه
الصورة، زالت الهمزة و عاد حرف اللین، و ذلک قولک: صحراء و صحاري، و یدلّک علی أن علامۀ التّأنیث الألف المنقلبۀ عنها
الهمزة أنّ العلامتین الأخریین، کلّ واحدة منهما علی حرف مفرد، و کذلک فی هذا النحو من فعلاء و نحوها مما لا یکون للإلحاق، و
الدلیل علی أن الألف التی قبلها زیادة، أنها لا تخلو من أن تکون زائدة، أو للتأنیث، فلا تکون التی للتأنیث، لأن علامته إنما تکون
آخرا، و لا تکون وسطا، و قد جاء فی غیر القراءة ألفاظ فی جمع بريء، قالوا: بريء و براء، کما قالوا: ظریف و ظراف، و قالوا: براء،
.634 ، 1) السبعۀ 633 ) «2» کما قالوا: توأم و تؤام، و جاء لفظ المصدر أیضا فی موضع الجمع، قالوا: نحن البراء
2) فی اللسان (برأ) عن الأزهري: العرب تقول: نحن منک البراء و الخلاء، و الواحد و الاثنان و الجمع من المذکر و المؤنث یقال: )
براء لأنه مصدر.
ص: 288
ذکر اختلافهم فی سورة الصفّ
[ [الصف: 6
قرأ ابن کثیر و نافع و أبو عمرو و عاصم فی روایۀ أبی بکر:
صفحۀ 131 من 204
بعدي اسمه أحمد [ 6] بفتح الیاء.
.«1» و قرأ عاصم فی روایۀ حفص و ابن عامر و حمزة و الکسائی: من بعدي اسمه أحمد لا یحرّکون الیاء
قال أبو علی: إن حرّکت الیاء قلت: من بعدي اسمه فحذفت همزة الوصل للإدراج، و إن أسکنتها قلت: من بعد اسمه فحذفت الیاء
لالتقاء الساکنین، أحد الساکنین الیاء من بعدي و الآخر: السین من اسمه لأن همزة الوصل تسقط فی الإدراج، فإذا سقطت التقی
الساکنان، و إذا التقیا حذفت الأوّل منهما، کما تحرّك الأوّل فی نحو:
اذهب اذهب.
فأما قوله: اسمه أحمد فجعله فی موضع جرّ لکونها وصفا لرسول، فکما أن قوله: یأتی من قوله: یأتی من بعدي [الصفّ/ 6] فی موضع
. جرّ، کذلک ما عطف علیه من الجملۀ الثانیۀ، ( 1) السبعۀ 635
ص: 289
155 ]، فأما قوله اسمه أحمد ، و یدلک علی ذلک ارتفاع المفرد الذي هو مبارك من قوله: و هذا کتاب أنزلناه مبارك [الأنعام/ 92
فأحمد عبارة عن الشخص، و الاسم قول و القول لا یکون الشخص، و خبر المبتدأ ینبغی أن یکون المبتدأ فی المعنی، فذلک علی
إضمار تقدیره:
اسمه قول أحمد، فحذف المضاف و أقیم المضاف إلیه مقامه، کما تقول: اللیلۀ الهلال، و أنت ترید: اللیلۀ لیلۀ الهلال، فتحذف اللیلۀ،
و کذلک قوله: یجدونه مکتوبا عندهم فی التوراة [الأعراف/ 157 ]، و المعنی: یجدون ذکره مکتوبا، أ لا تري أن الشخص لا یکتب، و
هذا مذهب سیبویه. قال: تقول إذا نظرت فی الکتاب: هذا زید، ترید هذا ذکر زید، و اسم زید، فلما لم یکن الشخص المشار إلیه، و
إنّما المشار إلیه کتابه، حمله علی هذا الذي ذکره بکتابه.
[ [الصف: 8
قال: قرأ ابن کثیر و عاصم فی روایۀ حفص و حمزة و الکسائی:
متم نوره [الصفّ/ 8] مضاف.
و قرأ نافع و عاصم فی روایۀ أبی بکر و أبو عمرو و ابن عامر:
.«1» متم نوره رفع منوّن
قال أبو علی: الإضافۀ فیه یکون بها الانفصال، کما یقدر فی قوله: عارضا مستقبل أودیتهم [الأحقاف/ 24 ]، و مثل ذلک: ذائقۀ الموت
.[ [آل عمران/ 185 ] و إنا مرسلو الناقۀ [القمر/ 27
و النصب فی: متم نوره علی أنه فی حال الفعل، و فیما یأتی، و مثل ذلک: هل هن کاشفات ضره [الزمر/ 38 ] و کاشفات ضره.
[ [الصف: 10
. 1) السبعۀ 635 ) [ و قرأ ابن عامر وحده: تنجیکم من عذاب ألیم [الصف/ 10
ص: 290
.«1» بالتشدید. و قرأ الباقون: تنجیکم خفیف
.[ حجّۀ تنجیکم: بالتشدید قوله: و نجینا الذین آمنوا [فصّلت/ 18 ]. و حجۀ تنجیکم: فأنجاه الله من النار [العنکبوت/ 24
[ [الصف: 14
قرأ ابن کثیر و نافع و أبو عمرو: کونوا أنصارا الله [الصف/ 14 ] منوّنۀ.
.«1» و قرأ عاصم و ابن عامر و حمزة و الکسائیّ: أنصار الله مضاف
قال أبو علی: زعموا أن فی حرف عبد اللَّه أنتم أنصار الله، و إذا کان کذلک فلیس موضع ترجیۀ إنما هو إخبار عنهم بأنهم أنصار اللَّه،
صفحۀ 132 من 204
و یکون قوله: کونوا أمرا بإدامۀ النصر و الثبات علیه کقوله:
یا أیها الذین آمنوا آمنوا بالله و رسوله [النساء/ 136 ]، و موضع الکاف نصب علی الحمل علی المعنی ممّا فی أنصار اللَّه، من معنی
الفعل، کأن: نصرتم اللَّه مثل نصرة الحواریّین لدین اللَّه عزّ و جلّ، و لا یدلّ قوله: قال الحواریون نحن أنصار الله [الصفّ/ 14 ] علی
اختیار الإضافۀ من قوله کونوا أنصار الله، لأن أولئک قد کان منهم ذلک، فأخبروا عن أمر کان وقع منهم، و یجوز أن یکون غیرهم،
فی ترجیۀ إلی ذلک فی قول من نوّن أنصارا للَّه.
[ [الصف: 14
.«3» قال: حرّك نافع فی هذه السورة: من أنصاري إلی الله* [الصفّ/ 14 ]، و أسکنها الباقون
. و کلا الأمرین حسن. ( 1) السبعۀ 635
. 3) السبعۀ 635 )
ص: 291
ذکر اختلافهم فی سورة الجمعۀ
.«1» قال أبو بکر أحمد بن موسی: لم یختلفوا فی سورة الجمعۀ
ذکر اختلافهم فی سورة المنافقین
[ [المنافقون: 4
قرأ ابن کثیر و أبو عمرو و الکسائی: خشب [ 4] ممّا قرأت علی قنبل خفیفۀ.
خشب مثقّلۀ، و روي عبید عن أبی عمرو خشب مثقّلۀ، و کذلک روي عبّاس أیضا، و قال الخفّاف و أبو زید :«2» و قال أبو ربیعۀ
. مثقّل، و قال الیزیدي و عبد الوارث: خشب خفیفۀ. ( 1) السبعۀ 636
2) هو محمد بن إسحاق بن وهب أبو ربیعۀ الربعی المکّی المؤدب، مؤذّن المسجد الحرام مقرئ جلیل ضابط توفی سنۀ 294 ه. انظر )
.99 / ترجمته فی الطبقات 2
ص: 292
.«1» و قرأ نافع و عاصم و ابن عامر و حمزة: خشب مثقلۀ، و المفضل عن عاصم: خشب خفیفۀ
قال أبو علی: من خفف فقال: خشب جعله مثل: بدنۀ و بدن، و قال: و البدن جعلناها لکم [الحج/ 36 ]، و مثل ذلک فی المذکر: أسد و
أسد، و وثن و وثن، و زعم سیبویه أنه قراءة، یعنی قوله:
و التثقیل: أن فعل قد جاء فی مذکره، قالوا: أسد کما قالوا فی جمع نمر: نمر، و جاء بیت «2» [ إن تدعون من دونه إلا أثنا [النساء/ 117
:«3»
تقدم إقداما علیکم کالأسد قال أبو الحسن: التحریک فی خشب لغۀ أهل الحجاز.
[ [المنافقون: 5
و قرأ نافع: لووا* [المنافقون/ 5] خفیفۀ، و کذلک المفضل عن عاصم مثل نافع.
. 1) السبعۀ 636 ) .«1» و قرأ الباقون لووا مشددة
571 (ت هارون) أنک تکسر (فعلا) علی (فعل)، قال: / 2) ذکر سیبویه 3 )
و ذلک قلیل، و ذلک نحو: أسد و أسد، و وثن و وثن، بلغنا أنها قراءة. و لم یشر إلی الحرف الذي قرئ فیه ذلک.
صفحۀ 133 من 204
و ذکر صاحب اللسان (وثن): أن جمع الوثن أوثان و وثن و وثن و أثن، علی إبدال الهمزة من الواو، و قد قرئ: (إن یدعون من دونه
إلا أثنا). حکاه سیبویه. قال الفراء: و هو جمع الوثن، فضم الواو و همزها، کما قال: (و إذا الرسل أقتت) قلت: و هذه القراءة لیست من
القراءات الأربع عشرة.
3) لم نظفر بقائله أو تتمته، و قد نقل الطبرسی کلام أبی علی فی مجمع البیان بمجمله. )
ص: 293
التخفیف یصلح للقلیل و الکثیر، و التثقیل یختصّ بالکثرة، و حجّۀ التخفیف: لیا بألسنتهم [النساء/ 46 ]، و اللی: مصدر لوي، مثل: طوي
طیّا، فالتخفیف أشبه بقوله: لیا و التثقیل، لأن الفعل للجماعۀ، فهو کقوله: مفتحۀ لهم الأبواب [ص/ 50 ] و قد جاء:
أنشده أبو زید. «1» تلویۀ الخاتن زبّ المعذر
[ [المنافقون: 10
قال: قرأ أبو عمرو وحده: و أکون [المنافقین/ 10 ] بواو.
.«2» و قرأ الباقون: و أکن بغیر واو
من قال: فأصدق و أکن عطف علی موضع قوله: فأصدق، لأن فأصدق فی موضع فعل مجزوم، أ لا تري أنک إذا قلت: أخّرنی أصدّق،
کان جزما بأنه جواب الجزاء، و قد أغنی السؤال عن ذکر الشرط، و التقدیر: أخّرنی، فإن تؤخرنی أصدّق، فلما کان الفعل المنتصب
بعد الفاء فی موضع فعل مجزوم، بأنه جزاء الشرط، حمل قوله: و أکن علیه، و مثل ذلک قراءة من قرأ: من یضلل الله فلا هادي له، و
:«3» یذرهم [الأعراف/ 186 ]، لما کان لا هادي فی موضع فعل مجزوم حمل یذرهم علیه، و مثل ذلک قول الشاعر
فأبلونی بلیّتکم لعلّی أصالحکم و أستدرج نویّا حمل: و أستدرج علی موضع الفاء المحذوفۀ، و ما بعدها من ( 1) هذا من الرجز، ذکره
.« المعذر » بدل « المعذور » : اللسان/ عذر/ و فیه
. 2) السبعۀ 637 )
.110 / 401 و 4 / 3) و هو أبو دواد سبق فی 2 )
ص: 294
لعلّی، و کذلک قوله:
حمل و أزدد علی موضع الفاء و ما بعدها، و أما قول أبی عمرو: «1» أیّا سلکت فإننی لک کاشح و علی انتقاصک فی الحیاة و أزدد
و أکون فإنه حمله علی اللفظ دون الموضع، و کان الحمل علی اللفظ أولا لظهوره فی اللفظ و قربه و لأن ما لا یظهر إلی اللفظ لانتفاء
ظهوره قد یکون فی بعض المواضع بمنزلۀ ما لا حکم له، و زعموا أن فی بعض حرف أبی فأتصدق و أکون.
[ [المنافقون: 11
.[ قال: قرأ عاصم فی روایۀ أبی بکر: و الله خبیر بما یعملون بالیاء [المنافقون/ 11
.«2» و قرأ الباقون و حفص عن عاصم بالتاء
قال أبو علی: یجوز أن تکون الیاء علی قوله: و لن یؤخر الله نفسا [المنافقون/ 11 ] لأن النفس، و إن کان واحدا فی اللفظ، فالمراد به
.110 / الکثرة، فحمل علی المعنی، و من قرأ بالتاء کان خطابا شائعا. ( 1) سبق انظر 4
. 2) السبعۀ 637 )
ص: 295
ذکر اختلافهم فی سورة التغابن
صفحۀ 134 من 204
[ [التغابن: 9
قرأ نافع و ابن عامر: نکفر عنه سیئاته و ندخله [ 9] بالنون جمیعا، و کذلک روي المفضل عن عاصم بالنون أیضا.
.«1» و قرأ الباقون: یدخله بالیاء
حجۀ الیاء: أن الاسم الظاهر قد تقدّم: و من یطع الله و رسوله یدخله [النساء/ 13 ، الفتح/ 17 ] و وجه النون أنه کقولک: سبحان الذي
.[ أسري بعبده [الإسراء/ 1] ثم قال: و آتینا موسی الکتاب [الإسراء/ 2
[ [التغابن: 17
.«1» و قرأ ابن کثیر و ابن عامر: یضعفه لکم و یغفر لکم [التغابن/ 17 ] بغیر ألف. و قرأ الباقون: یضاعفه لکم بألف
ضاعف و ضعّف بمعنی، قال سیبویه: و الجزم فی یضعّف لأنه جواب الشرط.
[ [التغابن: 9
. قال: و قرأ أبو عمرو: یوم یجمعکم لیوم الجمع [التغابن/ 9] یشمّها شیئا من الضمّ، روي ذلک عبید و علی بن نصر، ( 1) السبعۀ 638
ص: 296
.«1» و قال عباس: سألت أبا عمرو فقرأ: یجمعکم* ساکنۀ العین، الباقون یضمّون العین
إشمام الضمّ هو أن یخفّف الحرکۀ فلا یمطّطها و لا یشبعها، و أما الإسکان فی یجمعکم* فعلی ما یجیز به سیبویه من إسکان الحرکۀ
إذا کانت للإعراب، کما یسکنها إذا کانت لغیره، و مثیل ذلک من الشعر قول جریر:
. و الحجّۀ فیما تقدم. ( 1) السبعۀ 638 ،«2» سیروا بنی العمّ فالأهواز منزلکم و نهر تیري و لا تعرفکم العرب و قد ذکرنا ذلک
.6 / 2) سبق انظر 2 )
ص: 297
ذکر اختلافهم فی سورة الطلاق
[ [الطلاق: 11
قرأ ابن عامر و نافع: صالحا ندخله [ 11 ] بالنون. المفضل عن عاصم مثله بالنون، و قرأ الباقون بالیاء.
قال أبو علی: الوجه الیاء، لتقدّم الاسم الذي علی لفظ الغیبۀ، و النون معناها معنی الیاء و قد تقدم ذکر هذا النحو.
[ [الطلاق: 8
.«1» ابن کثیر: و کائن* [الطلاق/ 8] ممدود مهموز، عبید عن أبی عمرو مثله، و قرأ الباقون: و کأین مهموز مشدّد
قولهم: کأین إنما هو: أي دخلت علیها الکاف الجارّة، کما دخلت علی ذا من قولهم: کذا و کذا درهما، و لا موقع للکاف فی کأيّ،
کما أنه لا موضع للتی فی کذا، فموضع کأي رفع بالابتداء، کما أن موضع کذا کذلک، و مثل هذا فی أنه دخل علی المبتدأ حرف
الجر، فصار مع المجرور فی موضع رفع قولهم: بحسبک أن تفعل کذا، یریدون: حسبک فعل کذا، فالجار مع المجرور فی موضع رفع،
. 1) السبعۀ 639 )
ص: 298
:«1» أنشد أبو زید
بحسبک فی القوم أن یعلموا بأنّک فیهم غنیّ مضرّ و أکثر العرب یستعملها مع من، و کذلک ما جاء منه فی التنزیل نحو قوله: و کأي
،[ من قریۀ عتت [الطلاق/ 8]، و کأین من دابۀ لا تحمل رزقها [العنکبوت/ 60 ]، و کأي من نبی قاتل معه ربیون کثیر [آل عمران/ 146
:«2» و کذلک ما جاء فی الشعر منه کقول جریر
صفحۀ 135 من 204
:«3» و کائن بالأباطح من صدیق یرانی لو أصبت هو المصابا و قول الآخر
و کائن إلیکم قاد من رأس فتنۀ جنودا و أمثال الجبال کتائبه فأما قوله: و کائن*، و قراءة من قرأ بذلک، فالأصل: کأيّ، کما أن الأصل
فی کذا أنه کاف دخلت علی الاسم، إلا أنه لما لزم الاسم، و کثر الکلام به، صارت الکلمات بمنزلۀ کلمۀ واحدة، کما أن لعمري، لما
لزمت فیه الاسم اللام، و صارت معه کالکلمۀ الواحدة، استجازوا فیها القلب، فقالوا: لعمري و رعملی، فقلبت کما قلب قسیّ و نحوه
1) البیت لأشعر الرّقبان الأسدي الجاهلی، و هو فی النوادر مع أبیات ص 73 (ط. الفاتح) و انظر تخریجه فیه. و قوله: غنی مضر أي: )
صاحب ضرائر.
. 2) انظر دیوانه/ 17 )
101 من قصیدة یمدح فیها هشام بن عبد الملک. / 3) البیت للفرزدق فی دیوانه 1 )
ص: 299
من المفرد، قلب علی هذا الحد أیضا کأي، فقالوا: کائن، و الأصل کیّاء فقدّمت الیاءان علی الهمزة من أيّ فصار کیّاء بعد القلب، مثل
کیّنونۀ فی أنه وقعت بعد الکاف یاءان مدغمۀ إحداهما فی الأخري، فحذفت الثانیۀ المدغم فیها، کما حذفت الثانیۀ من کیّنونۀ، فبقیت
کینونۀ خفیفۀ الیاء، کذلک بقیت کیاء فأبدلت من الیاء الساکنۀ الألف کما أبدلت من طیّئ فی الإضافۀ، فقالوا: طائیّ، و کذلک
حاحیت و عاعیت، فصار کائن. و مثل ذلک فی أن الکلمتین لما لزمت إحداهما الأخري، صارتا بمنزلۀ شیء واحد، قولهم فی جواب
هلمّ: لا أهلمّ مثل: لا أهریق، و قولهم: بأبأ الصبی أباه، و قولهم: هلّل و دعدع، و نحو ذلک من الکلم المرکبۀ التی أجریت مجري
المفردة فی الاشتقاق منها علی حدّ الاشتقاق فی المفردة، و قد جاء کائن فی الشعر کما جاء فی القراءة قال:
فکائن تجري مجري کم فی الخبر، و إرادة الکثرة فیکون: مبتدأ «1» و کائن رددنا عنکم من مدجّ ج یجیء أمام الألف یردي مقنّعا
کقوله: و کأین من قریۀ عتت عن أمر ربها [الطلاق/ 8]، فهذا مبتدأ فی اللفظ، و فاعل فی المعنی کما أن: کم رجل قام، کذلک، و
یکون مفعوله کقوله: کأین من قریۀ أهلکناها و هی ظالمۀ [الحج/ 45 ] فهذه مفعول بها فی المعنی و مبتدأ فی اللفظ، و من قال: زیدا
ضربته، ( 1) البیت لعمرو بن شأس و هو من شواهد سیبویه- و معنی البیت: کم رددنا عن عشیرتنا فی الحرب من مدجّج بارز لهم- و
.297 / یردي: یمشی الردیان و هو ضرب من المشی فی تبختر- و المقنع: الذي تقنع بالسلاح .. انظر الکتاب لسیبویه 1
ص: 300
کان کأیّن عنده فی موضع نصب، و أتت علی المعنی، کما حمل علی المعنی فی قوله: کم من قریۀ أهلکناها [الأعراف/ 4] و لو حمل
الکلام علی لفظ کم کان حسنا، و مثله فی الحمل علی المعنی: و کم من ملک فی السموات لا تغنی شفاعتهم شیئا [النجم/ 26 ]، و
قال:
.[ و کل آتوه داخرین [النمل/ 87 ]، و قال: إن کل من فی السموات و الأرض إلا آتی الرحمن عبدا [مریم/ 93
[ [الطلاق: 3
.«1» قال: و کلّهم قرأ: بالغ أمره [الطلاق/ 3] منوّن، و روي حفص و المفضل عن عاصم: بالغ أمره مضاف
قال أبو علی: بالغ أمره علی: سیبلغ أمره فیما یریده فیکم، فهذا هو الأصل و هذا حکایۀ حال، و من أضاف حذف التنوین استخفافا، و
.[ المعنی معنی ثبات النون مثل: عارض ممطرنا [الأحقاف/ 24 ] و إنا مرسلو الناقۀ [القمر/ 27 ] و مستقبل أودیتهم [الأحقاف/ 24
[ [الطلاق: 8
.«2» هشام بن عمّار عن ابن عامر: نکرا [الطلاق/ 8] خفیف، ابن ذکوان: نکرا* مثقل
. 1) السبعۀ 639 ) .«3» قد مضی القول فی ذلک
. 2) السبعۀ 639 )
صفحۀ 136 من 204
. 3) انظر ص 291 )
ص: 301
ذکر اختلافهم